الذكاء الاصطناعي AI والاحتيال على الانترنت وبوسائل الاتصالات
الذكاء الاصطناعي AI والاحتيال على الانترنت وبوسائل الاتصالات
أولاً: الذكاء الاصطناعي (AI):
هو محاكاة للذكاء الأنساني في التفكير والتعلم واتخاذ القرارات والتحليل، يستخدم في الآلات المرمجة والتطبيقات الذكية مثل Google Gemini، وكذلك Chat GPT، والعديد من التطبيقات والبراماج المتشابهه فالذكاء الأصطناعي AI يدرك ويفهم الكلام وقادر على حل المشكلات، ومع ذلك ومع التطور التكنولوجي الذي يعيش فيه العالم مثله كمثل أي منتج بشري ناقص لا يصل إلى حد الكمال، فله جوانب إيجابيه مشرقة وجوانب سلبيه مظلمة. وطريقه بناء هذه البرامج تعتمد في الاساس على المدخلات التي أمده الصانع أو المبرمج بها مثل اكبر قدر عن العادات البشرية والسلوك الانساني، برمجته على القراءة واستيعاب المصنفات المرئية المسموعة والمكتوبة وتعريفه بالتاريخ البشري، مده بالقوانين الحاكمة للسياسة والاقتصاد والعلاقات الاجتماعية وبواعث الاخلاق والتباين بين المجتمعات البشرية، أو بمعنى اكثر اتساعاً: مد البرامج هذه بكل ما يُستطاع من المعلومات والبيانات المتعلقة بالجنس البشري وما توصل إليه العلم وكيفية التوصل له، نستطيع ان نقول عقل صناعي يحاول الإنسان أن يجعله عقل بشري وذاكرة بشرية مرنه تستطيع إتخاذ القرارات وتحليل البيانات والمعلومات ومعالجتها.
١- الجانب الإيجابي في الذكاء الاصطناعي (AI) :
يساعد الذكاء الاصطناعي (AI) في المجال الصناعي، الآلات الروبوتية المستخدمة في الصناعة والتي تبرمج ببرامج الذكاء الاصطناعي تقوم بالمهام الطويلة الشاقة وبدقة عالية وبسرعة، لا يستطيع الانسان العادي مجارتها في معظم الظروف وانتاج بالمواصفات المطلوبة، مما يقلل نسبة الخطأ في العملية الانتاجية.
انظمة الذكاء الاصطناعي تحلل كميات مهولة من البيانات
لتحديد انماط السوق والبيع والشراء، وتسطيع وضع خطة لحملة تسويقية للتاجر، تساعده
في اتخاذ القرارات مما يزيد الارباح، وبالتالي تحسين العمليات التجارية، ويصب في
مصلحة الاقتصاد العام للدولة.
تسطيع انظمة الذكاء الاصطناعي التواصل مع العملاء، تنسيق
المواعيد، اقتراح الجداول ومسارات وخطط العمل، وتقديم الدعم لعملاء النشاط التجاري
مما يسهم في نموه وخلق علامة تجاريه تحظى بالثقة.
في المجال الطبي ساعد الذكاء الاصطناعي الاطباء في تشخيص بعض الامراض مثل،
السرطان بسرعة أكبر من العين البشرية في قراءة التحاليل والاشاعات بدقة، وبناء على
تلك المعطيات شخص العديد من الامراض؛ منها النادرة الغير منتشرة
والتي كثيراً ما يواجه الطبيب مشكلة في دقة تشخيصه لها.
تساعد في عمليه اكتشاف وتطوير ادوية جديدة. من خلال
محاكاة تأثير الدواء والتداخلات الدوائية وتفاعلاتها الكيميائية والحيوية فيما بين
مجموعة معينة من الادوية داخل الجسم أو مدى تقبل جسم المريض لها وتفاعلها داخلياً.
تساعد انظمة الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الحياة
اليومية ومساعدة الانسان في اعداد نمط حياة صحي، وذلك من خلال اقتراح مكونات وجبات
الطعام بحسب الحالة التي يشرحها المستخدم للذكاء الاصطناعي.
استخدام انظمة الذكاء الاصطناعي في صناعة المستقبل؛ فعلى
سبيل المثال مسألة القيادة الذاتية للسيارات والتي يُأمل أن تقلل من الحوادث بسبب
الاخطاء البشرية.
تعتمد المنازل الحديثة كذلك على الذكاء الاصطناعي في تشغيل
وإعطاء اوامر للأجهزة المنزلية، وكذلك التحكم في الاضاءة ووسائل الامان؛ وذلك سواء بالأوامر
الصوتية أو من خلال استخدام الهاتف أو الإيماءات، والاشارات.
تساعد في التعليم والتثقيف بصفة عامة فإذا ما قمت
بالتركيز مع النظام على مسألة علمية معينة سوف يزداد تعمق النظام في البحث وطرح
النتائج، وبالتالي ايضاح ابعاد اخرى لموضوعات الدراسة، وتقديم معلومات قيمة,
المساعدة في اعداد الابحاث العلمية.
2- سلبيات الذكاء الاصطناعي (AI) :
مع كل ما سبق من ميزات وأكثر منها فما ذكر منها كان على سبيل المثال لا الحصر،
تتضح ويتوقع سلبيات كثيرة، منها ما يصل إلى درجة
الخطر؛ فالذكاء الاصطناعي خاصة في مجال الصناعة والتجارة والخدمات يؤدي إلى تقليل
فرص العمل أمام العديد من البشر ،حيث انه يحل محلهم بتكلفة ثابتة نسبياً وعلى
المستوى البعيد أقل بقليل من تكلفة تشغيل الانسان، وتحمل مسئولية تعرضه للمخاطر مما
يسهم في اتساع رقعة البطالة في العديد من الدول، وبالتالي الفقر والضغط على أنظمة
الدعم الشعبي في الدولة.
كذلك يمكن أن يكون نظام الذكاء الاصطناعي متحيز لجنس أو عرق بشري معين، وذلك من خلال المدخلات والبيانات والبرمجة الذي يمده بها المطور والصانع للنظام مما يجعل
تفاعله منحاز ويزرع بعض الافكار العنصرية في بعض عقول
المستخدمين، وهذا شيء غير اخلاقي.
الأمان والخصوصية من اهم الحقوق البشري التي يجب الحفاظ عليها، ولكن في انظمة الذكاء الاصطناعي اعتمادها الكلي على جمع اكبر كم من البيانات لاستخدامها في تقديم
المعلومات، وهذا يثير مخاوف كبيرة في كيفية حماية الخصوصية وعدم انتهاكها أو منع
سوء استخدامها، فضلاً عن أن المستخدم قد يدلي هو ذاته بمعلومات شخصية خاصة في سبيل الحصول على اجابات متعلقة به في مسألة معينة؛ وتصبح المعلومات التي ادلى بها
مُصرح للنظام باستخدامها دون ايضاح ملك من تلك المعلومات، ويتأثر المستخدم بعد ذلك من خلال كم الاعلانات الموجهة إليه بفضل المعلومات الشخصية
التي قدمها للنظام.
قد يمثل الذكاء الاصطناعي خطراً على الأمن من جراء سوء الاستخدام، فبعض الدول
تستخدمه في صناعة واعداد انظمة دفاع وهجوم تجعل النظام يتخذ القرارات الخاصة
بالهجوم باستخدام الاسلحة القاتلة للبشر دون التقيد بأي معيار
اخلاقي من جانب نظام الذكاء الاصطناعي.
رأينا كثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي كيف أن هناك
مقاطع فيديو مصنعة بواسطة الذكاء الاصطناعي لعض زعماء الدول والشخصيات العامة؛ مما
يمثل تزييف عميق (Deepfakes)
وكذلك صوراً مزيفة ومقنعة جداً مما يسهم في نشر المعلومات المضللة.
مثال على ذلك الرابط الاتي: https://www.facebook.com/reel/1533338760695952
من المسئول عن الخطأ أو الضرر الذي قد يسببه الذكاء
الاصطناعي؟ هل هو المطور أم المستخدم؟ أم الشركة المصنعة؟ هذا سؤال قانوني بحت
وغاية في التعقيد، ويجعل الخوف من الذكاء الاصطناعي نصب الاعين؛ فقد تتخذ قرارات لا
تتوافق مع الجنس البشري وغبر عن ذلك بعض الافلام السنيمائية.
ثانياً: الاحتيال على الإنترنت وبوسائل الاتصالات:
الاحتيال هو: الادوات المستخدمة في عملية النصب وهو القيام بأفعال احتيالية الغرض منها الحصول على مال المجني عليه أو على سندات دين أو خالصة أو على أوراق ومستندات،
والانترنت واعتماد صور الاتصال الحديثة –الخلوية- منذ انتشارهما واستخدمهما بمعرفة
المحتالين في عمليات نصب لا حصر لها بأساليب مختلفة وبصور متعددة، تجعل
من الشخص الغير حذر الوقوع ضحية هذه الاساليب الاحتيالية.
ومن ابرز صور الاحتيال:
-
اصطياد الضحية: وذلك قد يكون من خلال ارسال بريد الكتروني
أو رسالة قصيرة موهماً الضحية أنها من احد البنوك، أو الجهات الحكومية، أو محل
وظيفة الضحية؛ ويكون بغرض الحصور على الحسابات البنكية وكلمات المرور أو أرقام
البطاقات الائتمانية والبيانات المصرفية، ويستخدمها المحتال في الاستيلاء على مال
المجني عليه أو الضحية.
-
اقناع الضحية بتحويل أموال إلى المحتال: من خلال جعل
الضحية يطمع في مكاسب ضخمة لكن في الحقيقة زائفة، ويكون ذلك من خلال الايهام بوجود
شركة أو منصة رقمية تعمل في تعدين العملات الرقمية مثلاً أو شركة بيع بالعمولة، أو
التسويق الشبكي، ويقوم المحتال عادة برد المبلغ أول مره مع عوائد مذهله؛ مما يحفز
الضحية على منح المحتال مبالغ اضخم، بل واحياناً يروج لهذه المنصة أو الكيان الزائف؛ مما
يجعل من حولة يقعون ضحية هذا الاحتيال، وهذه الممارسات تؤدي إلى خسارة المال وكذلك
تفكيك الروابط الاجتماعية، بل أن هناك بعض التطبيقات المنتشرة الان الخاصة بلعب القمار
تستخدم ذات النمط في الاحتيال.
- من صور الاحتيال كذلك: التحصل على المعلومات والبيانات الشخصية كرقم الهوية ورقم الضمن الاجتماعي والاسم والعنوان...الخ في فتح حسابات وهمية بالبنوك، والحصول على قروض، ويكون مالك المعلومات الحقيقي هو الضحية.
-
من اسوأ الجرائم التي انتشرت بفعل الانترنت وتكنولوجيا
الاتصالات والذكاء الاصطناعي هي: جرائم الابتزاز من خلال تحصل الجاني على صور أو
مقاطع فيديو أو مراسلات لأشخاص، أو صناعة هذه الوسائط بفضل الذكاء الاصطناعي ويضع
الضحية تحت الابتزاز بغرض التحصل على المال أو غاية.
-
من ابرز الصور التي تحدث ويقع ضحيتها كبار السن في مصر
تحديداً: اتصال المحتال بالضحية وايهامة أنه موظف بنك معين، ويخبره أنه يريد تحديث
بيانات بطاقته الائتمانية، ومن خلال الاسئلة والاجوبة يستطيع الحصول على المعلومات
اللازمة, ويستخدمها في عمليات الشراء بمال
الضحية.
ثالثا: الوقاية من عمليات الاحتيال:
يجب على المستخدم متابعة حساباته المصرفية بدقة، وعدم الافصاح لاحد عن معلوماته الشخصية والمصرفية، واستخدام كلمات مرور قوية، والتحقق من هوية الراسل، وعدم فتح اي رسائل الكترونية إلا بعد التحقق من هوية المرسل، وتحديث البرامج وخاصة برامج الحماية بشكل مستمر ودوري، وقبل الخوض في اي استثمار أونلاين أو غيره يجب استشارة أهل الخبرة في ذلك والرجوع للمحامي الخاص وقت التعرض للشروع في عملية احتيال أو حتى وبعد الوقوع فيها، ومن المهم تثقيف الذات والحصول على المعرفة لتكون سداً منيعا ووقاية من عمليات الاحتيال.
تعليقات
إرسال تعليق