الأمن القومي المصري / المخدارات خطر يهدده حالاً ومستقبلاً
الأمن القومي المصري / المخدارات خطر يهدده حالاً ومستقبلاً
عام
الامن القومي لأي دولة يتأثر كثيراً بالعوامل والسلوكيات الداخليه للمجتمع؛ حتى أن بعض الدول في حالة السلم تسمي الداخل بالجبهة الداخلية، ومن الأشياء المدمرة حقاً لأي مجتمع انتشار المخدارت تعاطياً وبالطبع اتجاراً؛ مما يؤثر على هذا المجتمع سلباً، علماً بان المخدرات - وإن كانت تنتشر بين الشباب وهم عماد أي مجتمع- إلا انه للأسف قد يدمنها بعض كبار السن والأطفال لكن بصور مختلفة وأنواع متعدده بحسب كل مجتمع ومتوسط دخل الفردفي هذه الدولة. ولذلك وجب مكافحة هذه الظاهرة التي تؤثر سلباً على المجتمع البشري عموماً وعلى الدولة المصرية خصوصاً.
الأمن القومي ماهيته ومعناه:
هنا لن نذكر تعريف الاصطلاح بشكله الاكااديمي، فهو يختلف من عالم السياسة إلى عالم الاجتماع، وكذلك بين تعريفه العسكري وتعريفه القانوني، ولكن سنحاول تسليط الضوء على جوهر المعنى وماهيته.
فالأمن القومي هو المحافظة على مصالح الدولة عامة، والتصدي إلى كل ما يهدد هذا الأمن، وهذه المصالح سواء كان هذا التهديد خاريجباً أو داخلياً، عسركياً أو اقتصادياً، أو اجتماعياً؛ أو حتى سياسيا.
وهو من اقدس واهم واجبات السلطة الحاكمة، وأول ما تسعى إليه الدولة هو الحفاظ على الأمن القومي.
ربما يختلف مفهوم الأمن القومي من دلة إلى اخرى حسب عقيدتها السياسية والعسكرية، لكن اعتقد ان جميعهم يتفق فيما اسلفنا بذكره من محددات. لانها الجزر الاساسي لشجرة الأمن إذا ما اجيز لنا ان ننعتها بهكذا نعت,
ونتصور أن الأمن القومي يتنقسم إلى قسمين كالاتي:
1- الأمن القومي الداخلي:
* النطاق: يختص بمكافحة التهديدات التي تكون داخل حدود الدولة
* امثلة علىيها :
- القضايا المتعلقة بالارهاب الداخلي.
- الاتجار بالمخدرات والاتجار بالبشر والاتجار بالاسلحة.
- قضيايا الأمن السبراني واستخدام ذلك في تهديد أمن المجتمع والعبث بثقافته واخلاقياته الجمعية.
* الهدف: حماية النظام داخل الدولة وخاصة السياسي وحماية مؤسسات الدولة وحماية المواطنين من التهديدات الداخلية السابق ذكرها.
2- الأمن القومي الخارجي:
* النطاق: يستهدف التهديدات الخارجية .
* الهدف: حماية الوطن من التهديدات العسكرية والاقتصادية والتدخل الاجنبي للتأثير على سيادة الدولة.
* أمثلة على التهديدات:
- الحروب والمعارك والغزو العسكري والهريب.
- علميات التجسس والاستخبارات وجمع المعلومات عن الدولة بهدف الاضرار بها.
- العقوبات الاقتصادية الدولية والحصار الاقتصادي للدولة.
- النزاعات على الحدود والموارد المائة خاصة كما بين مصر واثيوبيا.
ماهية المخدرات:
هي مواد طبيعية أو صناعية أو خليطة، تؤثر على الجهاز العصبي المركزي وتحتوي على مكونات تتسبب في الاعتماد الجسدي أو النفسي عليها؛ بمعنى الادمان وينتج عن ذلك تغير في جسد ونفس المتعاطي، ومزاجه العام وتجعله يشعر بالنشوى أو يفقد الاحساس بالألم أو يهلوس ويتشوه الواقع امامه.
وبالطبع هي مواد محظورة في معظم دول العالم؛ بإستثناء بعض الدول التي تبيحها بشكل جزئي أو نوعي أو كمي، وتنقسم المخدرات إلى عدة اقسام مثل المنشطات التي تُشعر المتعاطي بالنشاط الجسدي. مثل الكوكايين، ونوع اخر يسمى المخدرات؛ والتي تُشعر بالخمول والتخدير. مثل الأفيونات. والاخير المهلوسات مثل LSD والتي تغير الإدراك والاحساس لدى المتعاطي وتشوش فهمه واحساسه.
أثر المخدرات على الأمن القومي:
لا يقتصر تهديد المخدرات على صحة المتعاطي فقط أو تهديد الأمن الإجتماعي، إنما يتمد كذلك إلى تهديد النظام السياسي، وعلى الوضع الإقتصادي والإمني للدولة؛ حيث انتشار الجريمة والعنف وفقد السيطرة في اماكن عدة من الدولة، مما يؤدي إلى انتشار جرائم التعدي والسرقة والخطف، وتكوين عصابات مسلحة ومنظمة بغرض الاتجار والتوريد والجلب، مما يسهم اكثر في فقد السيطرة بفعل حروب العصابات التي قد تنشأ بفعل المنافسة والسيطرة.
ينفرط عِقد الإستقرار الإجتماعي وتتفكك الُاسر بفعل المخدارات، وبالتالي تهديد الأمن القومي، حيث يزداد عدد الصارعات الاٌسرية بفعل الطلاق وزيادة الاطفال الُمشرده الذين يتحولون إلى مشاريع اجراميه مستقبليه، و حدوث بعض الحوادث التي رصدت من تعدي الابناء على أبائهم وامهاتهم بغرض الحصول على المال من اجل شراء المخدرات، والتي ادت في بعض الحالات إلى القتل.
تُهدد المخدرات كذلك الأمن والاستقرار الاقتصادي للدولة؛ بفعل استنزاف الموارد المالية في العلاج، أو خسارة القوى العاملة وانتشار البطالة، وانفاق المال على جلب المخدرات وعمل اقتصاد موازي غير شرعي في الدولة، واستسهال ضعاف النفوس الاتجار فيها كوسيلة سريعة للثراء.
قد ينتج عن التعاطي اضرار صحية نتيجة التعاطي -بغض النظر عن اثر المواد المخدرة نفسها- حيث أن في تسعينيات القرن الماضي ساهمت المخدرات في انتشار مرض الايدز بفعل استخدام السرنجات التي تستخدم في التعاطي لاكثر من شخص، وبالتالي انتشار هذا المرض أو امراض اخرى تصيب الدم مثل فيروسات الكبد أو غير ذلك.
بل ان في بعض الحالات ولكثرة الحقن تتلف العديد من اوردة الجسم وتصبح غير صالحة للعمل، مما يؤدي إلى تكون جلطات الدم بشكل كبير، وبالتالي التحميل على المنظومة الصحية وكذلك تعرض حياة المتعاطي وغيره للخطر.
يتأثر الأمن القومي الخارجي للدولة سلبًا بفعل المخدرات، حيث أنها وسيلة سهله للجماعات الإرهابية في الحصول على تمويل عملياتها، وكذلك للدول المعادية في ضرب الداخل والمجمتع الذي هو اساس الدولة، وقطف ظهور شبابها.
بالنسبة للاخلاق تنهار انهيار كامل لان الانسان المدمن يكون مستعبد لهذه المواد الخطرة وبالتالي يمكن أن يفعل اي شئ ويرتكب أي جرم في سبيل الحصول على المخدر.
بعض النماذج لسلوك بعض المتعاطين:
1- النموذج الانعزالي والمنطوي على ذاته:
يتصف هذا النموذج بعزلة اجتماعية ومنطوي على ذاته، واغلب وقته وحيداً، لا يتواصل مع اصدقاءه ويفقد علاقاته الاجتماعية دائما، تراه يشعر بالاكتئاب ويفقد الثقه في نفسه، فاقد الشغف والدافع، لا يبالي بواجباته الوظيفية أو الدراسية، مستسلم للحياة وهذا قد يكون من تأثيرالمواد "الافيونية".
2-العدواني الشرس :
غالبا ما يتعاطي هذا النموذج مخدر مثل "الشابو" أو "الكوكايين" أو "الانفيتامينات"، يكون في حالة تهور دائم وشجار، ويندفع واسهل ما لديه افتعال المشاكل، واللجوء إلى العنف الغيرر مبرر بالنسبة للشخص العادي، غالبا ما يكون تحت تأثير الشعور بالنشاط المبالغ فيه، لا ينام كثيرا وخطر على ذاته وعلى المجتمع بصفة عامة.
3-الانفعالي المتقلب المزاج:
هذا النموذج متقلب العواطف والتفكير، عاطفي جدا قد يبكي ويضحك في ذات الوقت، يشعر بالسعادة والاكتئاب والنشوة في آن واحد ربما، اي شئ بسيط يثير شكه، قد يمنحك ثقته في لحظة، وفي اخرى ينظر لك نظرات الشك والريبة، قد يخسر من حوله من اصدقاءه أو اهله بسهوله، وفي الغالب يتعاطي هذا الشخص "الحشيش" أو "الاستروكس".
4- الانتهازي النفعي المراوغ:
كاذب ومتفنن في شئون الكذب، دومًا يحاول أن يخفي ادمانه ولكنه منكشف، ومع ذلك يفعل أي شئ بالحيله للحصول على المال، يسرق ويحتال على الغير وعلى عائلته خصوصًا بألاعيب نفسيه؛ لاستمالتهم للحصول على ما يرغب، قد يبيع أي شئ يجده امامه، الهدف الرئيس له بعد ان يستيقظ أن يحصل على المخدرات بأي وسيلة احتيالية.
5- النموذج المموه أو المتخفي:
هذا النموذج دائما ما يحاول أن يخفي تعاطيه، ليس له نُدماء في جلسة التعاطي، يحاول الحفاظ على علاقاته الاجتماعية، وقد يكون شخصية عامة أو صاحب وظيفة مرموقه، في الغالب هذا الشخص يتعاطي "الكوكايين" أو "المخدرات الطبية"، ولكن قد يحدث له انهيار مفاجئ لانه يحاول الموازنة بين شخصيته الحقيقة والشخصية الخفية التي دوما ما يحاول إنكارها وهي شخصية المدمن.
سمات عامة في نفسية مدمن المخدرات:
في حالة النشوى ترى المدمن لا يبالي بأي شئ ما دُمت تتحدث معه بدون صياح، يحاول ان لا يختلف معك في حين إذا ما ضغط عليه كثيراً قد تحدث له حالة من الهياج، وقد يرى انك تفسد عليه مزاجه، ويستميت في الدفاع لكي يظل منتشياً، ظناً منه أن جدالك له بدون فائده، وانك سوف يحول بينه وبين نشواه.
احياناً اخرى تراه مكتئب وباكي ونادم؛ واذا ما تحدثت معه يمنحك كل الوعود واغلظ القسم بأنه نادم على ما يفعل، وانه لن يعود إلى ذلك مره اخرى، ويطلب أن تدعمه وتساعده في العلاج؛ اوقات يكون صادق واوقات اخرى تكون حيلة، وفي احيان كثير يكون ذلك شعوره فعلاً لكن في النهاية غالبا يكنس بما وعد فينتكس.وفي العموم يكون المدمن فعلاً محتاج إلى علاج جسدي ونفسي بالتوازي، ولكن يجب أن يكون المساعد النفسي محترف ومتمكين حيث انه في معظم الحلات تحدث انتكاسات.
طرق الوقاية من أثر المخدرات وتحصين الأمن القومي منها:
هناك دور متبادل بين الدولة والمجتمع للحد من تأثر المخدرات وأثر ذلك على الأمن القومي:
اولاً: دور الدولة:-
يجب على الدولة أن تعلن الحرب على المخدرات، واستخدام قوتها الكامنة في مكافحتها بإعمال الرقابة القوية على الحدود ومكافحة التهريب، واستخدام التكنولوجيا الحديثة في كشف التهريب والجلب، وتتبع التجار في الداخل بشكل شديد النشاط والقضاء على كبارهم، والعمل على مكافحة غسيل الأموال، والتحري عن دخل الافراد الذين يظهر عليهم سمات الثراء السريع، وتفعيل منظومات الأمن واجهزة المكافحة بشكل أكثر فاعلية، وتسريع إلاجراءات القانونية التي تسمح بالتتبع والمراقبة، تحري الدقة والتركيز على التجار الحقيقيين وليس مجرد المتعاطين الذين يحملون كميات من المخدر فقط.
قيام الدولة بعمل مبادرات توعيه وتثقيف ودعم النشاط الرياضي بصورة أكبر، والنشاط الثقافي والتوعوي الإرشادي، وكذلك تضمين المناهج الدراسية مواد علميه تتحدث عن أثر وخطورة المخدرات والنتائج المترتبة على الادمان، والتتبع لاماكن التجمعات مثل الجامعات والاندية، والتركيز على المناطق الشعبية وديمومة الترصد فيها لانه وللأسف اصبح الحصول على المخدرات منتهى السهولة بل انها تصل إلى باب المتعاطي, ولا يكاد يخلو شارع في مصر من متعاطي أو تاجر.
ثانيا: دور المجتمع:-
يرجع دور المجتمع الكبير والصغير وهو الاسرة في التربية على الاخلاق وقيم المجتمع والاهتمام بالتنشئة الدينية السليمة الوسطية الصحيحة، وإعمال الرقابة على الابناء وافراد الاسرة، وتتبع سير يومهم واشغالهم بأنشطة تعليمية ورياضية وترفيهية داخل نطاق الاسرة، أو الفاعليات المجتمعية وحث اعضاء الاسرة على العمل التطوعي، والمشاركة في التعليم ودورات تنمية المهارات.
الختام:
الأمن القومي المصري احد اهم العناصر للمحافظة عليه مكافحة ظاهرة المخدرات اتجارًا أو تعاطياً، فالدولة تتكون في الاساس من البشر، وهم الاستثمار الحقيقي في رقي ورفعة الدولة، والمخدرات تدمير بعض من الاجيال الحالية، الذين يصبحون عبء عليها، ويرتكبون ابشع الجرائم بفعل المخدرات، فضلاً عن جريمة التعاطي نفسها، يصبحون اشباح لا تأثير ايجابي لهم ولا عطاء في المجتمع بل انهم عالة على المجتمع والدولة، يجهدون اقتصادها وأمنها، يصبحون مفسيدن في الارض.اما مستقبلاً فيجب المحافظة على الناشئين لانهم ذخيرة الامة ويجب صناعة جدار عازل بينهم وبين هذه الافة المدمرة بالتوعية والتربية والتعليم، وإلا لن يكون هناك إلا شبه دولة.
تعليقات
إرسال تعليق