ما هو القانون و تاريخ فكرة تطور القانون في الشرائع المختلفة الجزء الخامس
وصلت معظم الشعوب و المجتمعات الي هذه المرحلة منذ اهتدائها للكتابة في عصر استعمال المعادن و ظهور الصناعات التي تعتمد عليها و قد سبقت شعوب الشرق من مصر و بابل و اشور و الصين الي هذه المرحلة منذ الالف الرابعة و الثالثة قبل الميلاد ووصل اليه اليهود قبل الالف الثانية قبل الميلاد ووصل اليها اليونان و الرومان منذ الاف الاولي قبل الميلاد و طبعا عم الشعوب الاولي في اوروبا الذين توصلوا الي هذه المرحلة و المانيا و فرنسا و انجلترا وصلوا الي مرحلة التقاليد العرفية في منتصف الالف الاولي بعد الميلاد ووصل اليه العرب قبيل ظهور الاسلام .
و بعد تقدم الشعوب و انتشار المدنية و ازدهارها ترتب علي ذلك تجاوز هذه المرحلة و الوصول الي ما يسمي العصر الحديث الذي بدأ عند شعوب الغرب بإنتهاء العصور الوسطي و لكن في بعض شعوب الغرب قد وصلوا الي هذا المستوي المتقدم منذ القرن السادس قبل الميلاد و نقصد هنا التقدم في القواعد الملزمة و بالتالي التقدم في شتي مناحي الحياة كما في بابل و اشور و مصر و لم يصل اليها الغير حتي في القرن الحالي كما في بعض القبائل البدائية في افريقيا المعاصرة و غابات الامازون و اسيا .
و بعض الشرائع الكبري التي ظهرت في هذا العصر و مكتوب لها الخلود مثل الشريعة الاسلامية و القانون الروماني و الشريعة الانجلوسكسونية و البعض الاخر اختفي بإندثار مدنية شعبة مثل بابل و اشور و الحيثيين و المعلومات عن عصر التقاليد العرفية دقيقة و كاملة و ذلك بفضل المدونات القانونية الشهيرة التي ظهرت لدي الشعوب و حفاظ التاريخ عليها و النجاحفي ترجمة نصوصها .
* التطور الاقتصادي
استمرت الشعوب في التطور و المساهمه فيه و كل شعب و مجتمع بنصيبة سواء كانت تلك المساهمة كثيرة او قليلة و اتضح هذا التطور في الحضارة و اثر في النواحي الاقتصادية و الدينية و الاجتماعية .
و من صور التطور ما حدث في الزراعة ووسائل الانتاج فيها و الادوات المستخدمة و الزراعة احتلت المركز الاول في العملية الاقتصادية لدي معظم الشعوب و ساهمت تربية المواشي في خدمة الزراعة لاستخدامها في عمليات الانتاج الزراعي المختلفة علي الرغم من استمرار بعض الشعوب في الرعي و لو أن نسبتهم قليلة بالنسبة للمجتمعات الزراعية و أما عن الصيد و القنص الالتقاط فاصبحت هذه الممارسات قليلة الاهمية و مورد ثانوي.و تميز هذا العصر بتنظيم العمل و التخصص في الانتاج و ذلك ظهر منذ اواخر عصر القواعد الدينية نتيجة عدم توزيع الموارد الطبيعية توزيعا متساويا فبعض الشعوب تخصصت في انتاج نوع معين من المحاصيل و البعض الاخر تخصص في انتاج نوع اخر و هكذا و تخصص كل بعض الافراد في شعب معين في انتاج سلعة صناعية معينة و ممارسة حرف اخري غير الزراعة فظهرت الصناعة و الفنون و اصبحت موردا من موارد الرزق .
و ترتب علي التخصص في الانتاج اندثار مبدأ الاكتفاء الذاتي داخل الاسرة و داخل الدولة الامر الذي ترتب عليه وجود نقص في بعض المنتجات و فائض في منتجات اخري مما ادي الي فأصبحت التبادلات التجارية أمر ضروري لسد النقص في بعض المنتجات و الربح من المنتجات التي يزيد عن حاجة المجتمع و اقيمت اسواق في القري و المدن لتسهيل عملية التبادل التجاري و ظهرت طائفة التجار و هم الوسطاء بين المنتجين للسلع و وسيلة الربط و التواصل بينهم و بطبيعة الحال فالمعاملات التجارية تحتاج لقدر من المرونة و بالتالي شهد النظام النقدي كثيرا من التطور فانتشرت العملات المعدية في صورة سبائك تم تطويرها الي عملة مسكوكه من الذهب و الفضة و تطور ذلك الي ظهور البنوك و انظمتها حيث يتم عمليات ايداع و اقتراض النقود و تنوعت المعاملات التجارية فظهرت عقود البيع و الايجار و الوديعة ......الح .
* التطورات الدينية و الاجتماعية
بالنسبة للتطور الديني :حدث صراع بين المدنيين و رجال الدين في هذا العصر لمحاولة المدنيين الحصول علي حق في الماركة في السلطة و ذلك بعد ارتفاع مستواعم الثقافي و المعرفي و الاجتماعي و في بلاد الغرب كانت النتيجة فصل السلطة الدينية عن السلطة الزمنية و لكن في الشرق ظل للدين دور بارز و اسفر الصراع و نتج عن ذلك الحد من سلطة رجال الدين و اشتراك المدنيين معهم في السلطة دون الفصل بين الدين و الدولة
و بالنسبة للتطور الاجتماعي فقد تعددت الطبقات نتيجة الاعتماد علي الرعي و الزراعة ووفرة الموارد و الاستقرار في الارض و زيادة عدد السكان و القري و المدن ووصول المجتمعات في غالبيتها الي الي مرحلة نظام الدولة و لم تعد الدولة تعتمد علي قبائل ترتبط بعدة روابط انما انضم لها افراد اغراب عنها و ربط الافراد جميعا من خلال الخضوع لسلطان الدولة مما ادي الي تلاشي دور القبيلة او الحد من تأثيرها في التنظيم السياسي و الاجتماعي و حلول التقسيم الاداري محل التقسيم الي قبائل و عشائر .و نتج عن ذلك تقسيم طبقي بين افراد افراد المجمتع فهناك تفرقة بين الاحرار علي اساس النسب و الحرفة و مدي الثراء و الفقر و كذلك و بالتأكيد الطبيقة بين العبيد و الاحرار و بين النساء و الرجال و بين اصحاب السلطة و غيرهم و بين رجال الدين و مدي درجاتهم و اصبح بين التجار نظام خاص بهم هم و اصحاب الحرف حيث الانضمام لنقابات أو طوائف و اصبح لسكان المدن خارج الاقطاعيات وضع خاص بهم يطلق عليهم البرجوازيين نسبة الي بورج الي مدينة خارج الاقطاعية و ذلك بخلاف الزراع الذين كانوا يمثلون السواد الاعظم من المجتمع وظهر طبقة وسطي بين النبلاء و العبيد هم عبيد الارض في المجتمعات الاقطاعية أو الذين ينتمون الي اصل اجنبي او تناسلوا من سلالة احد العتقاء أو احترفوا حرفا وضيعة في المجتمع و قبل ظهور الديانات السماوية كانت الديانة سببا من اسباب التمييز بين الطبقات فقد اعترفت لاسر الاشراف بأن يكون لكل اسرة ديانة خاصة بها و انكرت ذلك علي عامة الناس و الديانة هي التي ميزت بين رب الاسرة و اعضاء الاسرة , و انقسم المجتمع بذلك الي ثلاث طبقات و هي الاحرار , و الارقاء ,و طبقة وطسي بين الاحرار و الارقاء و اختلفت حقوق و التزامات الشخص تبعا للطبقة التي ينتمي إليها .
* مصادر القانون و اسباب ظهور التقاليد العرفية
ظهر في عصر المدنية مصدر جديد للقانون و هو التقاليد العرفيةو اصبحت في المرتبة الاولي من مصادر القانون في الدول الغربية و في مرتبة ثانوية عند الشعوب الشرقية و قد ادي ذلك ظهور البعض الذين تخصصوا في شرح العرف و تطبيقه .
تعريف العرف : في بعض الاراء الاكثر اخذا بها يعرف بانه القواعد القانونية التي اعتاد الناس عليها في معاملاتهم جيلا بعد جيل و التي يشعرون بضرورة احترامها خيشة الجزاء الذي يوقع عليها عند مخالفتها.
و تختلف القواعد العرفيةعن القواعد الدينية في في ان مصدر الالزام في القواعد الدينية هو رضا الاله بينما يرجع مصدر الالزام في القواعد العرفية الي رضا الناس عنها بعدما اعتادوا عليها و استخدموها مدة زمنية طويلة و تختلف عن التشريع كون التشريع يرجع الي ارادة المشرع وحده اما العرف فيرجع الي ان الناس هم الذين اوجدوه و ارتضوا به في معاملاتهم و الزمو انفسهم به .
و قد جاء العرف نتيجة انفصال الدين عن السلطة او علي اقل تقدير ضعف السلطة الدينية الذي حدث نتيجة التطور الاجتماعي و الاقتصادي و الديني فعند اكتمال الوعي الاجتماعي حاول الناس تغيير الوضع الذي كان مهيمن في العصر السابق و حالوا المشاركة في السلطة حدث هذا التغير في بعض الاحيان بطريقة سلمية و سلسة و في احيان اخري نتيجة ثورة أو انقلاب و قد شمل هذا التغيير الديانة نفسها و سبب انفصال السلطة الزمنية عن السلطة الدينية في الغرب هو تولي بعض الملوك الضعاف مقاليد الحكم مما جعل الشعب يلمح ان الحاكم لا يختلف عنه في شئ بعدما انتهي عصر الاساطير و اصبح الحاكم رجل عادي لا يملك قوه خارقة و بالتالي تولي بعده حكام مدنيين بغير التوريث أو حكام عسكريين و رأي اخر يري انفصال السلطة الدينية عن الزمنية نتيجة اتساع رقعة الدولة مما جعل الحاكم يقتسم بعض سلطه مع غيره فيفقد بالتدريج سلطته الزمنية و يحتفظ بالسلطة الدينية فقط و بذلك تنفصل السلطة الدينية عن السلطة الزمنية بشكل سلمي و يري رأي اخر ان السلطة الزمنية انتوعت نتيجة ثورات دامية و نتج عن انفصال السلطة الزمنية عن السلطة الدينية في الغرب عدة نتائج كلاتي:
1-تحول نظام الحكم من حكم ديني ملكي الي حكم مدني أو عسكري تحتكره اقليةمن العسكريين أو النبلاء غير ان التطور الاجتماعي جعل العامة تثور علي هذا النظام ضد الاقلية و الاشتراك معهم في الحكمو تحول الحكم الي حكم ديموقراطي.
2-ترتب علي ظهور النظام الجمهوري سواء مدني أو عسكريأو ديموقراطي كانوا يحكمون في القضايا التي تعرض عليهم نتيجة قواعد درج عليها الناس جيلا بعد جيل و لم يكن الحكام في هذا الوقت من التطور الاجتماعي و الوعي العام يستطيعون أن يدعوا نسبة تلك القواعد القانونية أو العرفيةإلي الإله .
3- و من الاثار المترتبة علي انفصال القواعد القانونية عن القواعد الدينية انفصال القضاء المدني عن الدين و تحدد مجال تطبيق كل من الدين و القانون المدني و في البداية بالطبع احتفظ الدين ببعض الامور ذات الطابع القانوني البحت و ظلت بصمات الدين ظاهرة في الامور القانونية و مع الوقت اتضحت معالم كلا منهما و مع الوقت اصبح الكهنوت خاضع لاختيار و سلطة و رقابة الدولة المدنية .
أما ما هو متعلق بالشرق كانت الديانة تحيط بكل اوجه النشاط في المجتمع مما ترتب عليه صهوبة فصل الدين عن القانون الا بعد صراع طويل و في حدود معينةفتاريخ الدول الشرقية يوضح لنا مدي اهمية رجال الدين حيث انهم في هذه البلاد كان لهم نفوذ عظيم يفوق ما كان يتمتع به رجال الدين في الغرب و ذلك بالمقارنة مع الوقت الذي كان يحيط به الدين كل شئ في الدول الشرقية مثل بابل و مصر و الهند واشور فقد امتدت هذه الفترة بضعة الاف من السنين علما بأن الصراع في الشرق كان دائر بين رجال الدين و الملك أو الحاكم علي عكس الغرب كان بين طبقة النبلاء و الحاكم و بعد ذلك بين العوام و طبقة النبلاء
تعليقات
إرسال تعليق